14 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

إليك بُني 8.. الوحدة

   أتعلم بني..

 لم أجد حقيقة أروع من أن يأنس الإنسان بالوحدة، أن يكون وحيدًا، ليس معناه أن ينقطع الإنسان عن الآخرين في علاقاته الاجتماعية، أو مع الأقارب، ما أعنيه أن تأنس بالوحدة بكونها الفسحة التي تجعلك مع ذاتك، وأفكارك، وطموحاتك التي تطمح أن تكون هي، أنت.

 هذه الوحدة التي لا تجعلك منعزلًا بشكل سلبي، ولكنها الشرفة من الإدراك، بأن الإنسان لا يلمس ذاته وأفكاره، طموحه في الآخرين.

 أتعلم بني..

 إن أتقنت التعامل مع الوحدة، ستهبك الاهتمام والتركيز على أهدافك، ستهديك تقنية التأمل والإبحار في الأشياء، ستدرك من خلالها روعة الألوان، وما تبعثه من الدهشة في داخلك، ستغرم حينها بالقراءة والاطلاع، ستغرق في عالم، الغرق فيه حياة، شفاء لما بين جنبيك.

 وها أنت الآن على مقاعد الدراسة، وها أنا أكتب إليك.

 لتكن الدراسة حالة عشق، تعيشها بكل تفاصيلك، أن تمنحها الوقت، الآن وليس غدًا، فالغد الأجمل، يأتي نتيجة ما تكون عليه الآن.

 وفي وحدتك، أغمض عينيك لحظات، تخيل ما ستكون عليه بعد سنوات؛ لتعيش هذه اللحظات، وأنت تحصد ما بذلته من جهد، وما حملته في قلبك من أمل، كنت تترقبه قادمًا بعرق جبينك.

 أتعلم بني..

 من يتمتع بالإدراك، سيعرف حرفيًا "أن ما تزرعه اليوم، ستحصده غدًا".

 هذا الإدراك مفاده النجاح، والذي له بيئة، إن أتقنت فلسفتها، ستطوع ما تمتلكه من شغف، من وقت، بإرادة تكسر كل الصعوبات، في سبيل أن تصنع مستقبلًا، أحببته أن يكون جميلًا.

 لذا، ابذل جهدك، سعيًا إلى معرفة بيئة النجاح، كي تنجح، فإن المعرفة، تأتي المصباح الذي ينير لنا الطريق، فأمسك المصباح في يديك، وحدق إلى الأمام، واجعل خطواتك تسابق بعضها.


error: المحتوي محمي