04 , مايو 2024

القطيف اليوم

كتاباتك قد تكون أفضل صدقة!

في مجموعات التواصل الاجتماعي التي تحوي كثيرًا من الأصدقاء ألاحظ في بعضهم النبوغ والقدرات الأدبية واللغوية على الكتابة وسلامة الفكر، إلا أنهم يتحاشون نشر كتاباتهم. لهؤلاء المبدعين القابعين في الظلّ أقول: انفعوا بأقلامكم ولا تستهينوا بالكلمة. هذا زمن العلم والنور. لا تشتكوا من كثرة المزعجين من دون نفع. هذا زمن تقاس فيه المجتمعات بإنتاجها الفكريّ والإبداعي كما إنتاجها الصناعي وغيره.

القارئ الكريم والقارئة الكريمة، قد تكون أنت واحدًا من هؤلاء المبدعين الذين لديهم القدرة على الكتابة والفكر الرصين، ومع ذلك تختبئ في الظلّ ولا ترغب في نشر ما تكتب. إذا كنت كذلك، راجع نفسك! كلماتك قد تكون أفضل صدقة في حياتك! كم من كلمة نفعت في إصلاح ذات بين وفي إيجاد فكرة عمل ورزق! كم وكم!

الطبيعة لا تقبل الفراغ فإما كاتب ينفع أو ما نشهده ونشتكي منه من انتشار فوضى الأفكار! إذا غابت الأفكار النيرة والكلمات الطيبة نمت الطحالب الفكرية وعندئذٍ يصعب اجتثاثها. نحن نشهد فترة فيها مدّ من الأفكار، لا يحتاج الكاتب "الهاوي" أن ينتظر حتى يجمع كتابًا قبل أن ينشره للناس، عوضًا عن ذلك يستطيع أن يخرج أفكاره على دفعات!

عزيزي المبدع المختبئ في الظلّ: لو زرتَ المقبرة اليوم وناديت بأعلى صوتك: هل منكم من أحدٍ مات وكان في رأسه فكرة لم يخرجها؟ سوف تجد جماعات من حولك، كلهم يقول: نعم، كانت عندي فرصة أن أكتب، أن أنفع، أن أعمل أي شيء أتركه بعد موتي، لكنني لم أفعل! تأسفونَ على ذلك؟ ستجد أكثرهم يقول: نعم!

يلعب الإعلام في هذه الآونة دورًا كبيرًا في نشر الأفكار. الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، كل له دوره في حياة المجتمعات والشعوب، فلماذا لا ننافس ونَأخذ نصيبنا المستحقّ؟ إذا كنت تكره بعض ما تقرأ، تبغض أو تحتقر بعض ما ترى، قدم ما تستطيع من البديل. إنه زمن المنافسة والفضاء المفتوح!

حقًّا، عندما أسمع أو أقرأ آراء بعض الأصدقاء أستغرب كيف لديه هذا الكمّ من الذكاء المتدفق والمعرفة ولا أدرك ذلك إلا حين أقترب منه؟ الصمت حكمة، لكن ليس أيّ صمت! الكلام وقول اسمعوني أنا حي أتكلم، أفضل مئات المرات من الصمت الميت! القلم سيف يصدأ إذا لم يكتب والفكر يموت إذا لم يُستعمل!

ثمة فائدة لا يمكن إنكارها أن القراءة والكتابة بغض النظر عن العمر، يمكن أن تساعد في الحفاظ على مهارات الذاكرة والتفكير السليم. توجد أدلة متزايدة على أن التحديات العقلية مثل القراءة والكتابة قد تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتجنب أعراض مرض الزهايمر في سن الشيخوخة، فماذا تطلب أكثر من هذا؟ 

أهيب بأصدقائي "المتقاعدين" أن يشاركوا نجاحاتهم في العمل، التربية، في أي مجال نجحوا أو فشلوا فيه! عن ذكريات أيام طفولتهم وصِباهم وأمنياتهم التي كانوا يركضون خلفها فإن ذلك أفضل من الفراغ!


error: المحتوي محمي