15 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

من القديح.. عباس الحايك وكميل العلي يتصدران جوائز النسخة الأولى من مهرجان المونودراما

اختُتمت مساء أمس الأول فعاليات النسخة الأولى من مهرجان المونودراما، الذي أُقيم على مسرح كواليس، بحضور لافت وتفاعل واسع من المهتمين بالمسرح والفنون الأدائية، وجاء بتنظيم جمعية المسرح والفنون الأدائية، وتنفيذ جمعية الثقافة والفنون بالدمام.

وتضمّن الحفل الختامي إعلان الفائزين في مسابقات المهرجان، التي شملت جوائز: أفضل نص مسرحي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل مخرج، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مكياج مسرحي، وأفضل ديكور، وأفضل أزياء، وأفضل إضاءة، إضافة إلى جائزة أفضل عرض.

وجاءت هذه الدورة تتويجًا للحراك المسرحي الذي شهدته منصة المهرجان منذ انطلاقته، بحضور رئيس جمعية المسرح والفنون الأدائية الفنان ناصر القصبي، ونائب رئيس الجمعية الدكتور سامي الجمعان، ورئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، والرئيس التنفيذي لجمعية المسرح والفنون الأدائية خالد الباز، ومدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي.

وشهدت لحظات إعلان الفائزين تفاعلًا كبيرًا من الحضور وسط أجواء تنافسية راقية، حيث جاءت الجوائز على النحو التالي:
جائزة أفضل نص مسرحي: عباس الحايك عن نص «حكاية موظف»، وجائزة أفضل ممثل: كميل العلي، وجائزة أفضل مكياج مسرحي: ريم زياد، وجائزة أفضل مؤثرات صوتية: أحمد العلي، وجائزة أفضل ديكور: عبدالعزيز السواط، وجائزة أفضل إخراج: يوسف أحمد الحربي عن عرض «هلوسات فارس»، وجائزة أفضل أزياء: نجاة زائري، وجائزة أفضل إضاءة: حمد المويجد، وجائزة أفضل ممثلة: آمال الرمضان، فيما نال عرض «هلوسات فارس» جائزة أفضل عرض.

واعتمدت لجنة تحكيم عروض مهرجان المونودراما التوصيات الختامية والملاحظات العامة الصادرة عنها في ختام الفعاليات، برئاسة الأستاذ أحمد السروي وعضوية محمد الصفار و إبراهيم الحارثي، حيث تضمنت رؤى متقدمة ومحاور عمل استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحراك المسرحي الوطني وتجويد المنتج الفني المقدم للجمهور.

وأكدت اللجنة ضرورة مواصلة الدعم المخصص لمسرح المونودراما نظرًا لأهميته في إثراء المشهد الثقافي، مع التشديد على أهمية تطوير برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة لصقل المواهب الشابة في مختلف عناصر العرض المسرحي، بما يضمن تخريج ممثل مسرحي رصين ومبدع.

كما شددت التوصيات على أهمية اعتماد محور فكري وبحث مسرحي خاص بخصوصية المونودراما في الدورات المقبلة، واختيار العروض التي تتناسب مع هذا المحور من حيث الاشتغال الفكري والجمالي، إلى جانب تعزيز الحضور العضوي والوظيفي للموسيقى ضمن البناء الدرامي للعروض.

وفي سياق الارتقاء بالعمل الفني، أوصت اللجنة باستثمار تبادل الخبرات من خلال تخصيص مستشار فني للإسهام في تجويد العمل المسرحي، وتحديث معايير التحكيم الفنية والتنظيمية بما يواكب المستجدات الإبداعية، بما في ذلك إمكانية استحداث جائزة خاصة للجنة التحكيم وحجب الجوائز غير المستحقة لضمان أعلى مستويات الجودة الفنية.

وفيما يتعلق بالملاحظات العامة، دعت اللجنة إلى تجاوز مظاهر التسطيح في الفعل الدرامي والفكري التي رُصدت في بعض العروض، ورفع مستوى الابتكار والبحث الرصين في المكونات المسرحية، مع التأكيد على أهمية إتقان اللغة العربية الفصحى وضبط الإيقاع المسرحي، وإعادة النظر في جدول العروض بحيث لا يتجاوز عرضين في اليوم.

واختُتم التقرير بالتأكيد على أن المسرح سيبقى فضاءً للإبداع ومنبرًا حرًا للتعبير عن جوهر الإنسان، وأن الدعم المقدم يشكل بذرة لمشهد مسرحي أكثر إشراقًا، مع الدعوة إلى تضافر الجهود بروح الإبداع والشراكة لدعم الرؤية الوطنية.

من جهته، أعرب الفنان ناصر القصبي عن سعادته بحضوره بين المشاركين، مؤكدًا أن الكلمات الصادقة المنطلقة من القلب تصل دائمًا إلى القلوب، وأن حضوره يأتي تقديرًا للحراك الثقافي المتنامي في قطاع المسرح بالمملكة. وأوضح أن ارتباطه بعرض مسرحي حال دون مشاركته في حفل الافتتاح، إلا أنه حرص على التواجد لاحقًا دعمًا لمسيرة التطوير المسرحي.

وأشار القصبي إلى أن ما تحقق يمثل خطوة أولى مهمة، رغم أنه لا يعكس بعد حجم الطموح، لافتًا إلى النشاط الملحوظ في مختلف المناطق، من فعاليات الديودراما في الطائف، مرورًا بعروض المونودراما في الدمام، وصولًا إلى الفعاليات القادمة في القصيم، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاريع ومهرجانات أكبر تعزز حضور المسرح السعودي.

ووجّه القصبي شكره للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام على جهودها في تنفيذ المهرجان، مشيدًا بالعلاقة البنّاءة بينها وبين جمعية المسرح والفنون الأدائية، ومثمنًا الدور الذي تقوم به هيئة المسرح والفنون الأدائية بقيادة الدكتور علوان، وما تشهده من تحول نوعي ينعكس إيجابًا على مسار العمل المسرحي في المملكة.


error: المحتوي محمي