15 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

تسبيحات فاطمة الزهراء عليها السلام.. جهد بسيط وثواب عظيم!

أنا من الذين لا يستغربون من عظيم الثواب الذي يضعه الله سبحانه وتعالى في أبسط الأعمال ذلك لأنني أعتقد جازمًا أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يفتح أبوابًا كثيرة إلى دخول الإنسان الجنة وأن ينقذه من النار.

هو سبحانه وتعالى رب الكرم، الذي يعطي على ركعتين في الفجر كذا من الثواب، ثمّ من الثواب كذا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء على ركعات وسجدات لا تستغرق سوى دقائق معدودات!

هو سبحانه وتعالى رب الكرم الذي يقول: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}. يعطي عشرة أضعاف الحسنة ولا يضاعف السيئة!

ما نسبة طول ومشقة العمل الحسن المقبول في الدنيا إلى دوام نعيم الجنة؟ في الرياضيات كل رقم مقسوم على ما لا نهاية (∞) يساوي الصفر. فإذا كان عمر الإنسان مئة عام على أقصى حد وقضاه كله في الطاعة فإن مئة عام تساوي صفر مقارنة بدوام الآخرة {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.

تعال نستعرض كم من الوقت نقضيه في الصلوات والعبادات يوميًّا، بعد حسم وقت الأكل والنوم والعمل والملذات، وفي زماننا بعد وقت المشاركات في وسائل التواصل! لعلّ وقت العبادة لا يتجاوز ساعة من ٢٤ ساعة، أي ما نسبته ٤٪ من الوقت، بعد سنوات البلوغ والتكليف.

إذن لمن يعجب كيف يعطي الله سبحانه وتعالى الكمّ الكبير من الثواب على عملٍ صغير، نحن نقيس عطايانا على مقدارنا وعلى ما فينا من علل البخل والشحّ ومحدودية ما نملك. أما الله سبحانه وتعالى فإنه يعطي الكثير بالقليل ويعطي على قدر كرمه وملكه اللا محدود!

ما هو تسبيح الزهراء عليها السلام؟
وجدت طرقًا كثيرة متشابهة لذكر تسبيح الزهراء (ع) وواحد منها التالي:

يروى أن الإمام علي عليه السلام قال لفاطمة عليها السلام اذهبي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله واسأليه أن يعطينا خادمًا ليساعدك في أعمال المنزل فذهبت فاطمة إلى رسول الله، فقال صلى اللَّه عليه وآله:
"يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين اللَّه بعد كل صلاة أربعًا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين اللَّه ثلاثًا وثلاثين تحميدة، وتسبحين اللَّه ثلاثًا وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك ب(لا إله إلا اللَّه)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها".

المشكلة في حرق الثواب:
عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال: الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال: لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة فقال رجل من قريش: يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير، قال: نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانًا فتحرقوها، وذلك أن الله عز وجل يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ".


error: المحتوي محمي