من منا لا يتذكر كيف حَمته أمّه في زمن الطفولة من الأطفال الأشقياء المتنمرين؟ لا تزال مشاهد الطفولة حاضرة أمامي حيث أمي - رحمها الله - أفضل وسيلة دفاع عني وعن إخوتي، ظالمًا أو مظلومًا، لا يهمّ! سيف مشرع ودرع حصين في وجه من يعتدي.
تسهر الأم والناس راقدون. تسهر ترصد خطر الجوع والعدو والجهل والمرض. تسهر والطفل لا يشعر بأن حارسًا أمينًا يقول لبيك عند سماع أول نداء الخطر. فارس لا يجوز أن يتخلى عن صلاحياته في أيّ زمن ولا يكل مهامّ الحراسة إلى غيره، مربية أو خادمة، لأن الله سبحانه وتعالى وضع الحماية في الأمّ الأصيلة ولم يضعها في أمّ بديلة.
غريزة الأمومة تحمينا منذ لحظة الولادة، بل من قبل الولادة. تفكر في عظمة الله سبحانه كيف جعل في الأم وسائل تحمي الطفل في بطنها قبل الولادة! عندما يكون الطّفل في الرِّحم، فإنّه يكون داخل الكيس الأمنيوسي، وهو كيس مُكوّن من اثنين من الأغشية، السَّلى، والمشيمة. ينمو الجنين ويتطوّر داخل هذا الكيس، ويُحيط به السائل الأمنيوسي. يقوم السائل الأمنيوسي بتوسيد الطّفل من الضّغوط الخارجيّة، حيث يعمل كمُمتصٍّ للصّدمات.
"وَاَسْكَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث، بَيْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَىَّ شَيْئاً مِنْ اَمْرى، ثُمَّ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنِى الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ". الإمام الحسين بن علي عليه السلام.
ربما شاهدتَ أو قرأتَ عن أمّ حرمت نفسها من الأكل لتغذّي طفلها، أمّ رمت بنفسها في النار أو أمام قطار يسير بسرعة فائقة من أجل أن تنقذ طفلها. في عالم الإنسان وعالم الحيوان لولا حماية الأمّ ودفاعها المستميت من أجل حماية صغارها من المخاطر لكانت الأخطار لا تحتمل.
قبل قرون، ربما كان شاغل الأم الرئيسي هو وجود حيوان مفترس قرب الكهف الذي كانت تخطط للنوم فيه مع طفلها. لكن التهديدات تطورت جذريًّا لتشمل الحماية من الأمراض والأعداء في زمن الحروب والمخاطر الكامنة في تفاصيل الحياة العصرية. في حال الحروب والنزاعات المسلحة، يصبح التحدي أكثر قسوة وضراوة. الأم بين نارين، نار حماية أطفالها من مخاطر الحرب، ونار تلبية أساسيات الحياة.
لو أردتُ استقصاء مهام هذا السيف المشرع والدرع الحامي لما استطعت لكنني أردت أن أعطيك فكرة أن الأب وإن كان لا يقصر ويبذل جهدا كبيرًا في حياة الأبناء إلا أن الأمّ تجوع وتُطعم، تَعرى وتكسو، تعيش على حافة الحياة لكي لا يسقط الأبناء في الخطر. تبصّر في عظمة الله الذي جعل في أمهاتنا الحماسة الغريبة والشجاعة والصبر من أجل الدفاع عنا! فأي جزاء وشكر يكفي لحامل هذا السيف؟
تسهر الأم والناس راقدون. تسهر ترصد خطر الجوع والعدو والجهل والمرض. تسهر والطفل لا يشعر بأن حارسًا أمينًا يقول لبيك عند سماع أول نداء الخطر. فارس لا يجوز أن يتخلى عن صلاحياته في أيّ زمن ولا يكل مهامّ الحراسة إلى غيره، مربية أو خادمة، لأن الله سبحانه وتعالى وضع الحماية في الأمّ الأصيلة ولم يضعها في أمّ بديلة.
غريزة الأمومة تحمينا منذ لحظة الولادة، بل من قبل الولادة. تفكر في عظمة الله سبحانه كيف جعل في الأم وسائل تحمي الطفل في بطنها قبل الولادة! عندما يكون الطّفل في الرِّحم، فإنّه يكون داخل الكيس الأمنيوسي، وهو كيس مُكوّن من اثنين من الأغشية، السَّلى، والمشيمة. ينمو الجنين ويتطوّر داخل هذا الكيس، ويُحيط به السائل الأمنيوسي. يقوم السائل الأمنيوسي بتوسيد الطّفل من الضّغوط الخارجيّة، حيث يعمل كمُمتصٍّ للصّدمات.
"وَاَسْكَنْتَنى فى ظُلُمات ثَلاث، بَيْنَ لَحْم وَدَم وَجِلْد، لَمْ تُشْهِدْنى خَلْقى، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَىَّ شَيْئاً مِنْ اَمْرى، ثُمَّ اَخْرَجْتَنى لِلَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنى فِى الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنى مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَىَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنِى الاُْمَّهاتِ الرَّواحِمَ". الإمام الحسين بن علي عليه السلام.
ربما شاهدتَ أو قرأتَ عن أمّ حرمت نفسها من الأكل لتغذّي طفلها، أمّ رمت بنفسها في النار أو أمام قطار يسير بسرعة فائقة من أجل أن تنقذ طفلها. في عالم الإنسان وعالم الحيوان لولا حماية الأمّ ودفاعها المستميت من أجل حماية صغارها من المخاطر لكانت الأخطار لا تحتمل.
قبل قرون، ربما كان شاغل الأم الرئيسي هو وجود حيوان مفترس قرب الكهف الذي كانت تخطط للنوم فيه مع طفلها. لكن التهديدات تطورت جذريًّا لتشمل الحماية من الأمراض والأعداء في زمن الحروب والمخاطر الكامنة في تفاصيل الحياة العصرية. في حال الحروب والنزاعات المسلحة، يصبح التحدي أكثر قسوة وضراوة. الأم بين نارين، نار حماية أطفالها من مخاطر الحرب، ونار تلبية أساسيات الحياة.
لو أردتُ استقصاء مهام هذا السيف المشرع والدرع الحامي لما استطعت لكنني أردت أن أعطيك فكرة أن الأب وإن كان لا يقصر ويبذل جهدا كبيرًا في حياة الأبناء إلا أن الأمّ تجوع وتُطعم، تَعرى وتكسو، تعيش على حافة الحياة لكي لا يسقط الأبناء في الخطر. تبصّر في عظمة الله الذي جعل في أمهاتنا الحماسة الغريبة والشجاعة والصبر من أجل الدفاع عنا! فأي جزاء وشكر يكفي لحامل هذا السيف؟



