14 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

الأناقة الحقيقية

الأناقة الحقيقية: أن تكون أفكارك أكثر تهذيبًا من شكلك، ومشاعرك أزكى طيبًا من عطرك، وخُلقك أكثر جاذبية من خِلقتك. كم هو جميل أن نتحاور بوعي، نختلف بلباقة، نعتذر بتواضع، نعاتب برفق. (منقول من موقع)

منظومة متعددة الجوانب لا تعتمد الظاهر، بل تخاطب الوجدان وما يحويه الداخل.

تأخذ به، فواقعنا مليء بالمفارقات المتباعدة والمغالطات.

كم أنيق ظاهره، أجوف باطنه أو نتن خبيث، وكم متواضع تكمن في جوفه جواهر وشهد وهو نظيف.

يظن الكثير أنها منحصرة في المظهر الخارجي “الشكل والطيب وجمال الخلقة وبيان المنطق” دون الصفات الداخلية المُجمّلة المُكملة للشخصية.

وإن كانت هذه حسنة ودليل وعي ولها إيجابيات، لكنها ليست الكل، لأنها تتعدى إلى ما هو أهم، نعني بذلك الحقيقة الشمولية لها، وهي:

أولًا: الأفكار
القيادية لبقية المجموعة، أشبه بمهندس يرسم خريطة طريق لبناء يقوم بتنفيذها الفني الماهر، والعامل الخبير، وآلة التشغيل المتطورة، ومواد الخام الفاخرة.

فمتى أصبحت هذه متوفرة، أبرزت قيمة مميزة للمُنفذ وانعكست على ظاهره، وبانت حقيقته.

ثانيًا: المشاعر
الرائحة الطيبة مطلب محبب مندوب إليه، ولكن ما لم تُصحب بإحساس، تولي الآخرين به اهتمامًا، وتشاركهم مصابهم، وتخفف آلامهم، ماذا يفيدهم به ريحك؟

أنت هنا مستغل، مستبد، مخادع. بعد فقدك إياها لا تساوي درهمًا.

ثالثًا: الأخلاق
ما رافقت شيئًا إلا زان، وما خلت منه إلا شان، في الحديث والتعامل، وحال المطالبة وعند الخصومة.

لذا كن سباقًا للتسامح، متساهلًا ما أمكن، وإن كنت محقًا.
أنيق الباطن قبل الظاهر، في المواقف مضمونًا لا شكلًا.

رابعًا: الوعي
عُرّف بأنه: {الإدراك بالذات والبيئة المحيطة، سواء كانت داخلية أو خارجية، يشمل الحسي والعقلي والعاطفي}.

من يحمل هذه الصفات يتسم بالهدوء وقت النقاش، وإن ملك الإثبات، والطرف الآخر فاقد له وبحدة بعيد عن الاختلاف.

كما أنها تكسب الإلمام بما يستجد أولًا بأول، والتمييز بين النافع والضار.

تحلَّ بها حسًّا، وعقلًا، وعاطفةً.

خامسًا: الاعتذار
من سمات العقلاء، وعادة الكرماء وتواضعهم، وإن لم يكونوا على خطأ أو طُلب منهم.

مَن هذه طباعه، يبادر من نفسه، فإذا كان كذلك، رُفعت مكانته وساد قومه.

يعاتب إن احتاج، بأسلوب محترم، برفق وقلب طاهر ولين جانب، يقبل اليسير من المعاتب، لأنه جُبل على هذه الأخلاقيات.

إن فعلنا ذلك، خرجنا من جلباب اللباس والمظهر، ودخلنا إلى عمق الفناء الباطني المليء بما نقيم على أساسه.


error: المحتوي محمي