06 , مايو 2024

القطيف اليوم

خلف كل رجل أنيق امرأة تحبه!

منذ مدة وأنا أتساءل: يا ترى ما سرّ اعتناء صديقنا الشابّ بهندامه؟ أراه كل يوم مرتب المظهر ويفيض بالابتسامة. لا يظن القراء الكرام أن هذه حكاية من الخيال فكما يروى من قول للإمام علي: "مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شيئًا إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ". فاجأنا صديقنا اليوم، الخميس 25 نيسان/ أبريل الموافق للخامس عشر من شوال 1445 هجرية بسؤال فيه جوابه: هل تدرون أن هذا اليوم هو عيد زواجي العاشر؟ الحمد لله أكملتُ عشر سنواتٍ سمان، وأيضًا يصادف هذا اليوم ميلاد ابني البكر!

متى ما عُرف السبب بطل العجب فإذا رأيتَ رجلًا يلبس ملابس لائقة وأنيقة، تُعجب الناظرين ومنظره مرتب فاعلم أن خلف الأناقة امرأة تحبه، زوجة أو أمّ أو في الثقافة الغربية صديقة تعتني به وبهندامِه. 
أكثر الرجال "عملي"؛ يبحث عما يجعله يبدو لائقًا في بيئة العمل والمجتمع من دون مبالغة. وإذا ما انتهت سنوات العمل لا بأس بقليل من "بهدلة" الهندام! لذلك يحتاج الرجل إلى دليل في الأناقة ولتكن الزوجة هي الدليل! 

صديقي العزيز: قد تكون مرت فترة طويلة من زواجك وحان اليوم الذي تتساءل فيه عما إذا كنتَ لا تزال في أولويات قائمة زوجتك أم لا؟ تأكد أنها إذا كانت لا تزال تهتم بأناقتك وكيف تبدو عندما تراك ويراك الناس فأنت في قائمة الأولويات. عناية الزوجة بمظهرها نصف المعادلة ونصف المعادلة الآخر اعتناء الزوج بمظهره. أما أن تعين الزوجةُ الزوجَ على تحسين مظهره فهي بذلك تكون امرأة ساحرة، جمعت شقي المعادلة في قلبٍ وعقلٍ واحد!

كثير من الأصدقاء يعزون نجاحهم في حياتهم -وهم صادقون- إلى عناية زوجاتهن بهم وتشجيعهم على السير في العمل أو الدراسة وغير ذلك من مهام الحياة. الزوجة الراشدة تعد الزوج "الجيد" رأس مال وجائزة، لذلك لا تهمله إلا إذا فقدت الأمل منه. خيال الرجل خصب فهو يظل يتذكر المرأة التي عرفها في سنوات الصبا ويريدها أن تكون جميلة صبية كما عرفها تَستهوي روحه وجسده! وما يلاحظ في العلاقات أن البداية في الاهتمام تكون رائعةً جدًّا ثم تأخذ منحنى يقرب من الصفر وهنا يدق الهجران نواقيس الخطر!

قبل أن أودعكم في هذه الأسطر القليلة أقول لصديقي العزيز: أنت في مدّ العلاقة فلا تفكر في جزرها. أنت في اكتمال قمر السعادة فلا تفكر في نقصانه. الحياة كلها في امرأة كما قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وآله-: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة". ما أكثر ما يعطي الله سبحانه للمرأة من خير في الدنيا والآخرة وفي ظني ليس ذلك إلا لأن المجتمع كله اجتمع فيها.

أما عندما تكبرون ويذهب الجمالُ وتخفت نضارة الشباب ونعومته فحينئذ لا تنسوا الودّ والوفاءَ بينكم!


error: المحتوي محمي