02 , مايو 2024

القطيف اليوم

الهاتف الخلوي في حوادث السيارات والدهس!

أرجو ألا يربط القرّاء الكرام بين هذه الخاطرة وبين ما حصل ويحصل عندنا من حوادث دهس مؤخرًا فلعلها من باب التزامن غير المقصود. لست مطّلعًا على تفاصيل أي من هذه الحوادث، أما حوادث الدهس بالعموم عندنا وعند غيرنا فهي لا تحتاج إلى تدقيق كثير وتحصل باستمرار!

من المؤكد الذي لا يحتاج إلى إحصائيات أن الناس في هذه الآونة منشغلون جدًا بالهواتف اليدوية في حال قيادة السيارة وواقع الإنسان يقول: (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ). فإما الطريق أو الهاتف وليس كليهما. ليس للإنسان إلا قلب واحد وعقل واحد يمكنه من التفكير السليم في آن واحد ويمكنه من القيام بعمل واحد في زمن واحد! فهل يا ترى سائقوا السيارات وحدهم منشغلون أم المشاة في الطريق أيضًا منشغلون؟ المشي حالة تتطلب انتصاب الظهر والنظر للأمام ومن يستخدم الهاتف ماشيًا ظهره يكون محنيًا وينظر نحو الأسفل.

إحصائية تقول إنه في أمريكا وحدها يموت كل يوم عشرون شخصًا، يخرجون من منازلهم ولا يعودون لأنهم ماتوا دهسًا على الطريق بالسيارات! الإحصائيات تشير بوضوح إلى تزايد فقدان الأرواح بسبب انشغال المشاة بالهواتف النقالة.

يستطيع القراء الكرام أن يطّلعوا بأنفسهم على إحصائيات الحوادث وهي موجودة بكثرة في الشبكة العنكبوتية. ليس سائق السيارة فقط وحده منشغل بالهاتف إنما السائرون في الطرقات على أقدامهم منشغلون بالنظر في الهاتف غير مدركين الأخطار من حولهم؛ يسقطون في حفر الطريق أو يصطدمون بجدار أو بمشاة آخرين!

لما رأيت كثرة المشاة في الصباح وبعضهم غير ملتزم بالمشي الآمن في الطريق رغبت أن أشاركهم وأهديهم بعض النصائح:

- تجنب الانشغال بغير الطريق وعلى الخصوص بالهاتف المحمول أثناء السير أو عبور الشارع.

- التزم بالسير على الرصيف للحد من الحوادث.

- انتبه للإشارات المخصصة لعبور المشاة.

- التزم بقواعد السير طبقًا لقانون المرور لمنع الحوادث. 

- اقطع الشارع من أماكن العبور المخصصة للمشاة ومن المؤكد لا تقطع الشارع في حال كانت إشارة مرور السيارات خضراء! 

- السيارة أسرع مما تظن وقد لا تتمكن من العبور بسلام في حال كانت الإشارة خضراء.

- توقع الأسوأ من سائقي السيارات، تأكد أنهم يرونك بكل وضوح  ويسمحون لك بعبور الطريق.

أخي السائق، وأختي: ما هو شعورك لا سمح الله إذا حدث أمر سيئ لشخص يعبر الطريق بسببك؟ هل الانشغال بالهاتف يستحق هذه الاحتمالية؟ أجزم أنه شعور مر، لا يطاق، أن نكون سببًا في موت إنسان!

أخي وأختي اللذين يعبران الطريق: بعض الأحيان قطع الطريق مجازفة لا تستحق فإذا كان من طريقة أفضل وأكثر أمانًا فنعم وإلا فكونوا حذرين لكي تعودوا لأطفالكم وذويكم سالمين! لا شيء في الحياة أثمن من الحياة نفسها! علينا أن نكون أذكى من الهاتف الذكي في أيدينا!


error: المحتوي محمي