14 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

في القطيف.. مشوار 10 أعوام ينتهي بـ«الدرر البهية من الوثائق الزايرية».. نذير الزاير يبحر في اسم أسرته بـ دراسة مخطوطات من 1197هـ

انتهى مشوار بحثٍ عمره أكثر من عشرة أعوام أمضاها المؤلّف نذير خالد الزاير، في دراسة مخطوطات وثائقية والبحث عن أبعد سلسلة نسبٍ لأسرة "الزاير"، وأصل اشتقاق لقبها، والروايات الواردة في أصولها، إلى أنّ سلسلة النسب الأخيرة لجدّهم بشكل رباعي هي: "محمد بن عبد النبي بن محمد بن الزايرأحمد"، وإن أقدم زمان ومكان كان حيًا فيهما هو سنة 1197هـ في منطقة "القلعة" بالقطيف.

دون المؤلف تلك المعلومات وأكثر، في الطبعة الأولى لكتابه الصادر حديثًا عن مطابع الحميضي بمدينة الرياض، تحت عنوان "الدرر البهية من الوثائق الزايرية: دراسة مخطوطات وثائقية بالقطيف للفترة 1197هـ- 1340هـ".

من الغلاف إلى الغلاف
في 260 صفحة يمكن للقارئ أن يتجوّل في الكتاب بين الإهداء، وتقديم لسماحة العلّامة الشيخ ضياء بن بدر آل سنبل، و التمهيد، والتصدير، يلي ذلك المدخل: "الوثائق التاريخية؛ مفهومها؛ لغةًواصطلاحًا، وأهميتها، ودورها في البحوث والدراسات العلمية".

وتناول المؤلِّف في الفصل الأول أهمية معرفة الأنساب، والفرق بين مصطلحي الأسرة والعائلة، وأسرة الزاير "ترجمتها وأُصولها".

وتحدّث في الفصل الثاني عن؛ إجراءات الدراسة التي اشتملت على دراسة المخطوطات شكلًا ومضمونًا بتنوع موضوعاتها؛ "وصايا شرعية، وأوقاف، وبيع وشراء، ومصالحات، وقبض ثمن، وعتق الرق". 

وجاء في الفصل الثالث؛ تاريخ لقب الأسرة، وإضافات لسلسلة النسب، أمّا الفصل الرابع فيتناول أنواع النقود والعملات التي كانت متداولة في القطيف. 

يلي تلك الفصول خاتمة الكتاب، ثم ملحق صور للعملات القديمة، ويختتم بقائمة المصادر والمراجع.

مخطوطات وصور
طعّم المؤلّف الزاير كتابه بعدد من المخطوطات والصور، حيث بلغت  عيّنة الوثائق في الكتاب 33 مخطوطة، فيما كان عدد صور العُملات وجهًا وخلفًا 28 صورة، أدرجها في ملحق كتابه.

كنوز من بحثه ودراسته
في رحلة بحثه، عثر المؤلّف على كنوزٍ تاريخية هامة، لا تهم أسرة "الزاير" فحسب، بل تهمُ كل باحثٍ من أبناء القطيف والمتقصي لتاريخها، ومن بين ما كشفه بحثه، وثيقة تعود لسنة 1228هـ، تذكر اسم نخل واقع في ساحة تابعة لقرية في القطيف اندثر اسمهما اليوم الحاضر، ولم يبقَ سوى رسم اسمها في المخطوطات والمصادر التاريخية، وهي "الحشيفية"؛ إحدى قرى القطيف القديمة الواقعة في غرب ساحة قرية الخويلدية.

عن اسمها وأصولها
يذكر "الزاير" لـ«القطيف اليوم»، أن نتائج الدراسة أظهرت أن طريقة تدوين الحروف في القطيف كانت تستخدم طريقة متنوعة بين طريقة التصحيف "الرسم القرآني" - نطق الحروف المتروكة دون رسمها، مثال: "جميدى، إسمعيل، سيحة، وغيرهم".

ويضيف: "إن رسم رموز الأرقام السائد في القطيف كان بلغات متنوعة ومتعدّدة كالعربية الهندية، والفارسية.

ويوضّح أنّ تاريخ لقب الأسرة مرّ بأشكال متنوعة؛ تمثل الأول في الاسم المركّب "الزايرأحمد"، زايرأحمد"، وتمثّل الثاني في الاسم المختصر والمقتصر على الصّفة وهي "الزاير" ، "آل الزاير" ، سواء كان بالياء للتسهيل أو بالهمز و الياء معًا.

ويمضي "الزاير" في حديثه حول رسم الاسم، قائلًا: توصّلت الدراسة أيضًا إلى أنّ طريقة رسم الاسم الأخير للأسرة (اللقب) وبحسب عيّنات وثائق القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجريّين، ورد فيه رسم الزاير "بالياء للتسهيل"، وأمّا "الزائر" المتلازمة مع الياء لم تظهر إلّا في وثائق أجيال القرن الرابع عشر الهجري.

وتوصّل بحثه إلى أنّ أبعد سلسلة نسب رباعية لأسرة "الزاير" هي الحاج المرحوم " محمد بن عبد النبي بن محمد بن الزايرأحمد". 

وأثبت بحثه أن أصول أسرة "الزاير" من المنطقة "مسورة القطيف -القلعة-" ولم يرد بالنص غير ذلك.

ثالث ما خطّت يده
الجدير بالذكر أن هذا الكتاب الذي يتوفر في مكتبة القلم بالقطيف، هو المؤلَّف الثالث للباحث "نذير الزاير"، حيث سبقه في سنة 1441هـ كتاب بعنوان "تل الزاير آثار من ثاج شرق المملكة العربية السعودية"، الصادر عن مطابع الرجاء بالخبر، وفي سنة 1443هـ، كتاب "المعلم الموجه الطلابي للتربية الخاصة"، الصادر عن مطابع الحسيني بالأحساء.


error: المحتوي محمي